تتجه النساء إلى إجراء الفحوصات والتحاليل بعد الإجهاض، حتى يحصلن على توضيح حول سبب حدوثه، وما يمكن فعله لتجنبه مرة أخرى في الأحمال القادمة.[١]



تحليل مسببات الإجهاض

يجدُر بكِ مُراجعة الطبيب أو التوجّه إلى المستشفى إن شككتِ بأنكِ قد تعرضتِ للإجهاض، إذ يقوم الأطباء بإجراء الفحوصات اللازمة للتأكد من حدوثه، وتتضمّن الفحوصات المُجراة في هذه الحالة القيام بتحاليل الدم لتتبع مستويات هرمونات الحمل، بالإضافة إلى إجراء الفحص بالموجات فوق الصوتية والذي يؤكد أو ينفي حدوث الإجهاض من خلال فحص الجنين والكشف عن ضربات قلبه، ولكن في حال تكرار إجهاضكِ لأكثر من 3 مرات متتالية عندها يتطلب الأمر الكشف عن المُسببات التي تكمن وراء ذلك، ويُمكن الكشف عن الأسباب من خلال إجراء بعض الفحوصات، والتي نذكر منها ما يأتي:[٢][٣]


فحص الجينات والكروموسومات

يُجرى أحد اختبارات الكروموسومات المعروفة باختبار التنميط الجيني (Karyotyping) للجنين عند إجهاضه، فإذا أثبت الفحص وجود مشاكل جينية أو كروموسومية فيجدُر إجراء نفس الفحص للأبوين،[٢][٤] ومن أكثر المشاكل الجينية المسببة للإجهاض:[٥]

  • اختلال الصيغة الصبغية: (Aneuploidy) أيّ امتلاك الجنين عددًا غير طبيعي من الكروموسومات؛ سواءً أقل أو أكثر من الطبيعي.
  • حالة الانتقال الكروموسومي: Chromosomal translocation) ويتمثل ذلك بانتقال قطعة صغيرة من الحمض النووي الخاصّ بالكروموسوم معين إلى كروموسوم آخر.
  • حالة الانقلاب الكروموسومي: (Chromosomal inversion) وفي هذه الحالة يتغير ترتيب الحمض النووي في الكروموسوم عن الترتيب الطبيعي.


بشكلٍ عامّ إنّ وجود اختلال كروموسومي لدى الرجل أو المرأة قد يؤثر في الحيوانات المنوية أو البويضات ويُسبب الإجهاض،[٦] لهذا ينصح الزوجان في حال وجود مشكلة جينية بمراجعة استشاري خبير بالجينات للحصول على الاستشارة الجينية المُناسبة، حيث يقوم الخبراء بدراسة جينات الزوجين وتقييم وضعهما، وتقدير فرص حدوث الحمل، وطرح العلاجات لهذه المشكلة، وما إن كان هُناك حاجة لإجراء طفل الأنابيب أم لا.[٢]


فحوصات الدم

قد يطلب الطبيب إجراء بعض فحوصات الدم للكشف عن أسباب حدوث الإجهاض، ومن هذه الفحوصات نذكر ما يأتي:[٣]

  • فحص قوة وزمرة الدم: ويُمكن من خلال هذا الفحص الكشف عن الإصابة بفقر الدم خاصة في حال حدوث نزيف أثناء الحمل.
  • فحوصات تخثر الدم: كفحص زمن البروثرومبين (PT)، وفحص زمن الثرمبوبلاستين الجزئي المنشط (aPTT)، وقد تدل النتيجة على الإصابة بأمراض تجلّط الدم الوراثية.[٤]
  • فحوصات الكشف عن متلازمة مضادات الفوسفوليبيدات: (Antiphospholipid syndrome) وهي من أمراض المناعة الذاتية النادرة التي تزيد من تخثر الدم، مما يقلل من تدفق الدم إلى المشيمة وبالتالي موت الجنين.[٦]
  • فحوصات الكشف عن مرض التهاب الحوض: (Pelvic inflammatory disease) وهو من الأمراض التي تنتقل جنسيًا وقد يكون هذا المرض سببًا وراء حدوث الإجهاض.[٦]
  • فحوصات الكشف عن اضطرابات الجينات أو البروتينات: وهي الفحوصات التي أثبت الخبراء ارتباطها ببعض الأمراض التي قد تُسبب الإجهاض؛ كنقص في بروتين "C" أو بروتين "S" أو عامل لايدن الخامس (Factor V Leiden)، أو نقص مضاد الثرومبين الثالث (Antithrombin III deficiency)، أو الطفرات الجينية في جين البروثرومبين،[٤] بالإضافة إلى الفحص الجيني (MTHFR)، ويعتبر هذا الجين من الجينات المسؤولة عن امتصاص حمض الفوليك، وبالتالي فإنّ حدوث طفرات فيه قد يزيد من خطر التعرض للإجهاض.[٤]


الفحوصات الهرمونية

تُعد الفحوصات الهرمونية من الفحوصات التي يطلبها الأطباء بكثرة في الحمل والإجهاض، ومن هذه الفحوصات نذكر التالي:[٦]

  • فحص الهرمون المنشط للحويصلة (FSH): إذ يُحفّز هذا الهرمون المبايض لإنتاج البويضات، وعادة ما يلجأ الأطباء إلى هذا الفحص للنساء فوق سن 35، فقد تدلّ الزيادة الشديدة في مستوى هذا الهرمون على انخفاض عدد البويضات لديهنّ، ومن الجدير ذكره أنّ احتمالية حدوث الإجهاض المُتكرر تزداد مع التقدم في العمر.
  • الهرمون المنشط للجسم الأصفر (LH): إذ له علاقة مباشرة بالإباضة.[٤][٤]
  • هرمون الحمل (HCG): ويلجأ الأطباء إلى متابعة التغير الحاصل في هذا الهرمون خلال فترة الحمل في الحالات التي تتبع الإجهاض، للكشف عن وجود أي مشاكل مُرتبطة بالحمل وتسبب الإجهاض.[٣]
  • الهرمون المضاد لمولر: (Anti Mullerian hormone) يدل مستوى هذا الهرمون على عدد ونوعية البويضات وجودتها.[٦]
  • هرمون البروجسترون: (Progesterone) وهو من الهرمونات المسؤولة عن سماكة بطانة الرحم وتغذية الجنين وتطوره.[٦]
  • فحوصات هرمونات الغدة الدرقية: إذ إنّ خمول الغدة الدرقية له علاقة مباشرة مع الإجهاض واحتمالية حدوث الحمل.[٤]


خزعة بطانة الرحم

يتم إجراء خزعة بطانة الرحم عن طريق تنظير الرحم، وأثناء التنظير يقوم الطبيب بإجراء كشف عن الرحم، وأخذ عينة صغيرة من نسيج بطانة الرحم وإرسالها للمختبر للكشف عن وجود أي مشاكل في الرحم؛ كوجود عدوى، أو أورام ليفية، أو لحميات أو أية مشاكل أخرى قد ترتبط بحدوث الإجهاض.[٣][٦]


فحوصات أخرى للكشف عن مسببات الإجهاض

هناك العديد من الفحوصات الأخرى التي قد يلجأ إليها الطبيب للكشف عن سبب حدوث الإجهاض، ومن هذه الفحوصات:[٧]

  • تصوير الرحم بالصبغة: (Hysterosalpingography) حيث يتم من خلاله تصوير الرحم وقناة فالوب باستخدام الأشعة السينية.
  • تنظير البطن: ويتمّ باستخدام منظار يُمكّن من رؤية الأعضاء داخل منطقة الحوض والكشف عنها.
  • فحص الحوض: إذ يقوم الطبيب من خلاله بإجراء فحص لعنق الرحم للتأكد وللكشف عن وجود أي توسع به.[٣]


المراجع

  1. "Tests and treatments after miscarriage", tommys, Retrieved 16/2/2022. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Miscarriage", www.nhs.uk, 1/6/2018, Retrieved 20/12/2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "Miscarriage"، www.mayoclinic.org، اطّلع عليه بتاريخ 21/12/2020. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ Krissi Danielsson (23/2/2020), "Testing for Causes of Recurrent Miscarriages", www.verywellfamily.co, Retrieved 21/12/2020. Edited.
  5. "Diagnosing Recurrent Miscarriage", nyulangone, Retrieved 21/1/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث ج ح خ "Diagnosing Recurrent Miscarriage", nyulangone.org, Retrieved 21/12/2020. Edited.
  7. "Miscarriage: Diagnosis and Tests", my.clevelandclinic.or, 22/7/2019, Retrieved 21/12/2020. Edited.