كل ما عليك معرفته: الحمل الكاذب

عادةً ما يكون الحمل حدثًا مهمًا في حياة المرأة، ولكن لا يكون الحمل حقيقيًا في جميع الحالات، وفي حالاتٍ نادرة تشعر المرأة بأعراض الحمل، لتكتشف في النهاية أنها ليست حاملًا، وهو ما يطلق عليه الحمل الكاذب، تعرفِ على تفاصيله في هذا المقال.^[١]

ما هو الحمل الكاذب

الحمل الكاذب (False pregnancy) هو ظن المرأة بأنها حامل عندما لا تكون حاملًا بالفعل، حيث إن المرأة قد تشعر بجميع أعراض الحمل الفعلي دون وجود جنين،^[١] وبحسب الدراسة المنشورة في المجلة الهندية للطب النفسي (The Indian Journal of Psychiatry)، عام 2008 يعد الحمل الكاذب حالة نادرة، ويحدث ذلك لامرأة واحدة إلى 6 نساء من كل 22 ألف امرأة، وتشير الدراسة إلى أن هذه الحالة تعد أكثر شيوعًا لدى النساء في أفريقيا.^[٢]

أعراض الحمل الكاذب

قد تشعر المرأة المصابة بحالة الحمل الكاذب بأي من أعراض الحمل الفعلي، ويجدر الذكر إلى أن هذه الأعراض قد تحدث لأسابيع إلى أشهر، كما أنها قد تستمر لتسعة أشهر وهي فترة الحمل الحقيقي، ويمكن ذكر أعراض الحمل الكاذب على النحو التالي:^[٣]

• غياب الدورة الشهرية.
• الغثيان والتقيؤ.
• فقدان الشهية.
• ألم في الثدي عند لمسه.
• تغيرات في حلمة الثدي.
• انتفاخ البطن.
• زيادة الوزن.
• الشعور بحركة في البطن، حيث تعتقد المرأة أنها حركة الجنين.
• الشعور بآلام المخاض وتقلصات الرحم.

أسباب الحمل الكاذب

قد لا يكون السبب الرئيسي وراء حدوث الحمل الكاذب معروفًا، لكن يرجح أنه قد يحدث نتيجة تغيرات جسدية أو نفسية، كما قد يُعزى في بعض الحالات إلى وجود اختلال في التوازن الكيميائي لبعض المواد التي يفرزها الجسم،^[٤] وتزداد احتمالية حدوث الحمل الكاذب في الحالات التالية:^[٥]

• الرغبة الشديدة في الحمل أو الخوف من حدوثه: وعادةً ما تشعر المرأة بذلك في الحالات التالية:^[٥]
• العقم.
• الإجهاض المتكرر.
• إجراء عمليات جراحية في الجهاز التناسلي.
• حالات مرضية وتغيرات هرمونية: حيث إن بعض الحالات تؤدي إلى إفراز هرمونات ومواد كيميائية معينة، مثل: هرمون البرولاكتين (بالإنجليزية: Prolactin)، والهرمون اللوتيني (بالإنجليزية: Luteinizing Hormone)، مما يؤدي إلى ظهور أعراض تعزز شعور المرأة بأنها حامل، ونذكر من هذه الحالات ما يأتي:^[٥]
• الأورام في منطقة الحوض والبطن.
• أعراض انقطاع الطمث نتيجة تقدم العمر.
• ثر اللبن (بالإنجليزية: Galactorrhea)، وهو إدرار الحليب في الثدي لغير المرضعة،^[٦] ويحدث ذلك عادةً نتيجة نمو ورم في الغدة النخامية، ويؤدي إلى ارتفاع هرمون الحليب.^[٥]
• ارتفاع مستوى هرمون الحمل، والذي يسمى هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية (بالإنجليزية: Human Chorionic Gonadotropin)، حيث إنه يرتفع في حالات أخرى غير الحمل، مثل بعض أنواع سرطان الرئة والتي تنشأ من القصبات (بالإنجليزية: Bronchogenic Carcinoma).
• انتفاخ الجسم، وعادةً ما يحدث نتيجة تناول بعض الأدوية مثل موانع الحمل.
• الحالة النفسية: ويعد الجانب النفسي عاملًا مهمًا قد يؤدي إلى شعور المرأة بالحمل الكاذب، ومن الحالات النفسية التي قد تسبب ذلك ما يأتي:^[٥]
• الاكتئاب.
• الاضطراب العاطفي.
• التعرض للاعتداء الجنسي في مرحلة الطفولة.
• توتر العلاقة مع الشريك أو الانفصال.

تشخيص الحمل الكاذب

يعد الحمل الكاذب أكثر شيوعًا في المناطق التي لا تولي اهتمامًا كبيرًا برعاية الحمل، حيث إنّه قد لا تلجأ المرأة التي تشعر بأعراض الحمل لزيارة الطبيب إلا في وقت متأخر من حملها، كون زيارة الطبيب في فترة مبكرة من الشعور بالأعراض تُعدّ الوسيلة الأمثل لإثبات الحمل أو نفيه، حيث يجري الطبيب الفحوصات الآتية:^[٣]

• فحص هرمون الحمل: والذي يُظهر عدم وجود حمل لدى هؤلاء النساء، لكن تجدر الإشارة إلى إمكانية ارتفاع مستوى هرمون الحمل في بعض أنواع السرطانات النادرة.^[١]
• الفحص بالموجات فوق الصوتية: (بالإنجليزية: Ultrasound) حيث إنه في حال عدم وجود حمل، لا يظهر كيس الحمل، ولا يمكن العثور على نبض للجنين، كما أنه لا يمكن ملاحظة تغيرات الرحم التي تحدث أثناء الحمل مثل زيادة حجم الرحم، وترقق عنق الرحم.^[١]
• فحوصات أخرى: قد يلجأ الطبيب لإجراء فحوصات أخرى لاستبعاد بعض الحالات التي قد تؤدي لظهور أعراض الحمل، مثل الحمل خارج الرحم (بالإنجليزية: Ectopic pregnancy)، والسُمنة المرضية، وبعض أنواع السرطانات.^[١]

علاج الحمل الكاذب

تعتمد سبل علاج الحمل الكاذب على الجانب النفسي أكثر من الإجراءات الطبية، ويمكن توضيح مراحل العلاج فيما يأتي:^[٧]

ما قبل الحمل الكاذب

تسهم بعض الظواهر الثقافية والاجتماعية التي تعاني منها المرأة في المجتمع في زيادة حالات الحمل الكاذب، ويمكن ذكر بعض هذه الظواهر على النحو التالي:^[٧]

• المعتقد السائد بتفوق الأبناء الذكور على الإناث، يشجع النساء على إنجاب المزيد من الذكور، مما يجعل لديها رغبة شديدة في الإنجاب، ويزداد هذا الشعور مع تقدم المرأة في العمر وانقضاء سنوات عمر الإنجاب.
• شعور المرأة بالافتقار للأمان، مما يولد لديها رغبة شديدة في الزواج وتكوين علاقة زوجية متينة، والخروج من الظروف السيئة في حياتها، وجميعها عوامل قد تؤدي إلى حدوث الحمل الكاذب.

هنا تجدر الإشارة إلى أن تغيير هذه المعتقدات، ورفع المستوى الاجتماعي والاقتصادي للمرأة في المجتمع من شأنه أن يعزز ثقة المرأة بنفسها، واحترامها لذاتها، ويعزز شعورها بالأمان.^[٧]

توضيح الحقيقة للمرأة

قد لا يكون كافيًا أن يتم إخبار المرأة التي تعاني من الحمل الكاذب أنها ليست حاملًا، حيث ينبغي توضيح ذلك من خلال ما يأتي:^[٧]

• تقديم أدلة تدعم تشخيص الحمل الكاذب، كأن يعرض لها الطبيب نتائج الصور التي تظهر الرحم فارغًا، ويشرح لها ذلك.
• توضيح تأثير التغيرات التي تحدث نتيجة إفراز بعض الهرمونات، والمواد الكيميائية، والتي قد تؤدي للشعور ببعض أعراض الحمل دون حدوثه في الحقيقة.

تقديم الدعم للمرأة ممن هم حولها

يظن البعض أن المرأة التي تشعر بالحمل الكاذب تعاني من اضطراب عقلي، وهذا ليس صحيحًا، ولكنها قد تمر بأعراض اكتئابية نتيجة اكتشافها أنها ليست حاملًا، لذا ينبغي توعية الأشخاص المحيطين بأهمية تقديم الدعم النفسي للمرأة، حيث يعد ذلك الطريقة الأمثل لتجنب تكرار هذه الحالة.^[٧]

ما هو الفرق بين الحمل الحقيقي والحمل الكاذب؟

قد تشعر المرأة التي تعاني من الحمل الكاذب بمعظم أعراض الحمل، لكن ما يجعله كاذبًا هو ظهور نتيجة سلبية لاختبار هرمون الحمل، ويمكن تأكيد ذلك من خلال الحصول على نتيجة سلبية ثانية عند تكرار الفحص بعد أيام، حيث إن النتيجة السلبية قد تكون خاطئة في المرة الأولى.^[٨]