تعتبر مُتابعة نمو الجنين خلال فترة الحمل من الأمور الروتينية والمُهمة، فهي إشارة على صحة طفلك وسلامة حملك بشكلٍ عام، فعلى ماذا قد يدل تشخيص جنينكِ بتوقف النمو أو صغر الحجم، تابعي معنا القراءة لمعرفة كل ما قد يهمّكِ عن هذه المشكلة.


صغر حجم الجنين

يُستخدم مُصطلح تحدد النمو داخل الرحم، أو محدودية النمو داخل الرحم، أو جنين صغير بالنسبة لعمر الحمل (Small for gestational age)، لوصف الجنين الذي يكون حجمه أصغر من الحجم الطبيعي بالنسبة لعدد أسابيع الحمل، وهذا يعني أنّه أصغر من أقرانه ولا ينمو بالمعدل المتوقّع، بحيث يبلغ وزنه عند الولادة أقل من 2.31 كيلو جرامًا، مع العلم أنّ الوزن الطبيعي لمُعظم الأطفال بحلول الأسبوع 37 من الحمل غالبًا ما يبلغ أكثر من 2.33 كيلوجرامًا.[١]


أنواع صغر حجم الجنين

في الحقيقة يُصنّف الأطفال الذين يُعانون من مشكلة صغر حجم الجنين إلى ثلاث مجموعات نذكرها فيما يأتي:[٢]

  • الأجنة الذين يكون نموهم منخفضًا في جميع مراحل الحمل، لكنهم يتمتعون بصحة جيدة: حيث إنّ نمو نسبة كبيرة من هذه الفئة من الأطفال يُعد نموًا طبيعيّاً يرتبط بحجم الأم والعِرق.
  • الأجنة الذين يكون نموهم طبيعيّاً خلال المراحل الأولى من الحمل، ثمّ يبدأ بالتباطؤ: ويتم تحديده من خلال قياسين على الأقل، وفي وقتين مختلفين، عن طريق الفحص بالموجات الفوق صوتية عادةً، بحيثُ قد يظهر الجنين مُصابًا بالهزال مع القليل من الدهون تحت الجلد، وقد يكون الطفل في هذه الحالة أكثر عُرضة لحدوث مُضاعفات، وتُعرف هذه الحالة بتقييد النمو داخل الرحم (Intrauterine growth restriction).
  • الأجنة الذين يتقيّد نموّهم بسبب حدوث مشاكل غير مرتبطة بالمشيمة: على سبيل المثال: وجود اختلالات في البُنية أو الكروموسومات، أو حدوث ما يُعرف بالخطأ الأيضي الخلقي (Inborn error of metabolism)، أو إصابة الجنين بالعدوى.


أعراض ومضاعفات صغر حجم الجنين

عادةً لا تظهر على الأم الحامل أيّ أعراض بسبب صغر حجم الجنين، ولكن قد تظهر بعض الأعراض على الطفل الذي يُعاني من صغر الحجم بعد ولادته، وقد تتضمن الأعراض ما يأتي:[٣]

  • انخفاض وزن الطفل عند الولادة.
  • ارتفاع نسبة خلايا الدم الحمراء لدى الطفل.
  • انخفاض درجة حرارة جسم الطفل.
  • انخفاض مستوى السكر في دم الطفل.
  • مشاكل في محاربة العدوى لدى الطفل.


أسباب صغر حجم الجنين

على الرغم من أنّ ولادة بعض الأطفال بوزن وحجم أقل من الطبيعي قد يكون بسبب عوامل وراثيّة وجينية، إلاّ أنّ معظم الحالات تحدث بسبب مشاكل في نموهم أثناء فترة الحمل، ويمكن تقسيم أسباب صغر حجم الجنين إلى ثلاث مجموعات رئيسيّة، نذكرها فيما يأتي:[٤]


العوامل المرتبطة بالأم

تتضمن العوامل المسببة لصغر حجم الجنين والمُرتبطة بالأم ما يأتي:[٤]

  • ارتفاع ضغط الدم.
  • الإصابة بفشل كلوي مُزمن.
  • الإصابة بمرحلة متقدمة من مرض السكري.
  • سوء التغذية وما قد ينتج عنه من الإصابة بفقر الدم.
  • المُعاناة من أمراض القلب، أو الجهاز التنفسي.
  • الإصابة بالعدوى.
  • استهلاك الكحول، أو التدخين.


العوامل المُتعلقة بالرحم والمشيمة

تتضمن العوامل المُسببة لصغر حجم الجنين والمرتبطة بمشاكل صحية قد تصيب الرحم أو المشيمة ما يأتي:[٤]

  • حدوث مشاكل تتعلّق بتدفق الدم للرحم والمشيمة.
  • نزول المشيمة إلى أسفل الرحم، حيثُ تُعرف هذه الحالة بالمشيمة المُنزاحة.
  • انفصال المشيمة عن الرحم، وتُعرف هذه الحالة بمُصطلح انفصال المشيمة.
  • إصابة الأنسجة التي تُحيط الجنين بالعدوى.


العوامل المُتعلقة بنمو الجنين

هناك العديد من العوامل التي ترتبط بنمو الجنين داخل الرحم والتي يُمكن أن تكون سببًا لصغر حجمه، نذكرها فيما يأتي:[٤]

  • الحمل بأكثر من جنين واحد.
  • العيوب الخلقية.
  • تشوه الكروموسومات.
  • الإصابة بالعدوى.


تشخيص صغر حجم الجنين

عادةً ما يتم إجراء فحوصات روتينية ومنتظمة للجنين خلال فترة الحمل وذلك بهدف التحقق من نمو الطفل بشكل جيد وطبيعي، وبشكلٍ عام يتم تقدير حجم الطفل بعدة طرق مختلفة، تتضمن ما يأتي:[٣]

  • الزيادة في الوزن خلال الحمل: حيثُ تُعد زيادة الوزن بشكلٍ ثابت للمرأة الحامل أحد طرق التحقق من نمو الجنين.
  • قياس الارتفاع القاعي للرحم: حيثُ يقيس الطبيب المسافة بالسنتيمترات من أعلى عظم العانة إلى الجزء العلوي من الرحم، وغالبًا ما يكون قياس الارتفاع القاعي مقاربًا لعدد أسابيع الحمل وذلك بعد الأسبوع 20 من الحمل، وفي حال كان قياس ارتفاع قاع الرحم أقل من المتوقع، فقد يعني ذلك أنّ الجنين صغير بالنسبة لعمر الحمل.


وتجدر الإشارة إلى أنّه في حال اشتُبه بصغر حجم الجنين فقد يطلب الطبيب إجراء فحوصات أخرى، نذكرها فيما يأتي:[٣]

  • الموجات فوق الصوتية: يُعد فحص الموجات فوق الصوتية من أفضل الطُرُق لتقدير وزن الجنين، وفي الحقيقة يعتمد تشخيص الجنين من خلال هذا الفحص على مُقارنة القياسات الفعلية للجنين والمتوقعة في عمر حمل معين، ومن الجدير ذكره أنّ هذا الفحص يتميز بأنّه آمن ولا يؤثر في الجنين.
  • موجات دوبلر فوق الصوتية: يُعد فحص دوبلر أحد الخيارات الأخرى المُتاحة لتشخيص الجنين بتحدّد النمو داخل الرحم، حيثُ يعتمد هذا الفحص غالبًا على التحقق من تدفق الدم إلى المشيمة وعبر الحبل السري إلى الطفل، فقد يُشخّص الجنين بإصابته بتحدد النمو داخل الرحم، في حال أظهر فحص دوبلر حدوث انخفاض في تدفق الدم.


التعامل مع صغر حجم الجنين

يعتمد التعامل مع صغر حجم الجنين على مدى خطورة الحالة، ويحدد ذلك بحسب عمر الحمل، وبعد تقدير وزن الجنين باستخدام الموجات فوق الصوتية، وكذلك التحقق من مدى تدفق الدم إليه باستخدام موجات دوبلر فوق الصوتية، بالإضافة إلى تقييم عوامل الخطر، وقد يتضمن ذلك ما يأتي:[٥]

  • المراقبة المتكررة للجنين في عيادة الطبيب، حيث يزداد عدد زيارات ما قبل الولادة ويتم فيها إجراء فحوصات عدة متكررة، بما فيها فحص الموجات فوق الصوتية وفحص دوبلر بالموجات فوق الصوتية، أو أي فحوصات أخرى قد يوصي الطبيب بها.
  • تتبع الأم لحركات الجنين، فقد يوصي مقدم الرعاية الصحية بتتبع حركات الجنين بعد أن يعلّم الحامل بكيفية ذلك.
  • استخدام دواء الكورتيزون.
  • الإقامة في المستشفى.
  • الولادة المبكرة أو الولادة القيصرية الطارئة في بعض الحالات.


نصائح لتقليل خطر تعرّض الجنين لصغر الحجم

توجد العديد من النصائح التي يُمكنك اتباعها للتقليل من خطر تعرّض طفلكِ لتحدّد النمو داخل الرحم وزيادة احتمالات الحمل الصحيّ، وفيما يأتي نذكر أبرز هذه النصائح:[٦]

  • التزمي بمُراجعة الطبيب بشكلٍ مُنتظم خلال فترة الحمل، حيثُ يُمكن أن يُساهم ذلك في تشخيص أيّ مُشكلات صحية للجنين ومعالجتها مبكرًا.
  • احرصي على مراقبة حركة الجنين ومعرفة طبيعتها، فقد يدل تناقص حركة جنينك أو توقفه عن الحركة على وجود مُشكلة ما، وفي حال شعرتِ بالقلق حيال حركة طفلكِ فينبغي عليكِ مراجعة الطبيب.
  • احرصي على تناول طعام صحي، حيثُ تساعد الأطعمة الصحية الغنية بالسعرات الحرارية في الحفاظ على التغذية الجيدة لطفلك.
  • تحققي من جميع العلاجات الدوائية التي قد تأخذينها لعلاج أيّ مشاكل صحية لديكِ، وذلك من خلال استشارة الطبيب المُختّص، فقد تؤثر بعض هذه الأدوية بشكلٍ سلبي في صحة الجنين.
  • احرصي على الحصول على قسط كافٍ من الراحة، وذلك من خلال النوم بمُعدّل ثماني ساعات أو أكثر خلال فترة الليل، بالإضافة لساعة أو ساعتين في فترة ما بعد الظهيرة إن أمكن، فقد يمنحكِ ذلك بالشعور بالراحة، ويساعد طفلكِ على النمو.
  • تجنبي التدخين أو استهلاك الكحول بشكلٍ نهائي خلال فترة الحمل.



المراجع

  1. "Small for Gestational Age", stanfordchildrens, Retrieved 28/12/2020. Edited.
  2. "Small for Gestational Age Babies", patient, Retrieved 28/12/2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Intrauterine Growth Restriction (IUGR)", stlouischildrens, Retrieved 28/12/2020. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "Small for Gestational Age", chop, Retrieved 28/12/2020. Edited.
  5. depends on how serious,Frequent monitoring. "Fetal Growth Restriction", cedars-sinai, Retrieved 31/1/2021. Edited.
  6. "Fetal Growth Restriction (FGR)", webmd, Retrieved 29/12/2020. Edited.