مع اقتراب الأيام الأخيرة من الحمل تكون الأم في لحظة ترقّب مستمر لاستقبال وليدها، ولكن إذا انقضى الموعد المتوقع للولادة دون حدوث المخاض فإنّ هذا يجعلها قلقة، تعرّفي على أسباب تأخر موعد الولادة وما الذي يمكن أن يعنيه ذلك.[١]


التأخّر عن موعد الولادة

تستمرّ معظم حالات الحمل من 37-42 أسبوعًا، وقد تستمر أوقاتًا أطول من ذلك في حالات قليلة،[٢] بحيث تصل نسبتها إلى 5% من النساء الحوامل وذلك وفقًا لما نُشر في معهد الجودة والكفاءة للرعاية الصحية الألماني، وإضافة لما سبق فإنّّ معظم النّساء الحوامل يلدن في الوقت المتوقع لولادتهنّ أو قبل ذلك بما نسبته 60% من النّساء الحوامل، في حين تبدأ تقلّصات الولادة من تلقاء نفسها لدى 35% منهنّ في غضون أسبوعين من تاريخ الولادة المتوقّع،[١] وحقيقةً قد يجري مقدم الرعاية الصحية بعض الفحوصات للتحقق من صحة طفلك ومتابعته، إذ قد يكون هناك بعض المخاطر في حالات تأخر موعد الولادة، ومع ذلك فإنّ معظم الأطفال يتمتّعون بصحة جيدة بعد ولادتهم.[٢]


أسباب تأخر موعد الولادة

في بعض الأحيان قد يكون سبب تأخر الولادة عن الأسبوع الأربعين ناجمًا عن خطأ في حساب موعد الولادة المتوقّع، كما قد يكون السبب غير معروف في حالات أخرى،[٣] ومن الجدير العلم أنّه لا يوجد أي علاقة لسلوكياتك أثناء الحمل بتأخّر موعد الولادة، ولكن هناك بعض العوامل التّي قد تزيد فرصة حدوث ذلك نذكر منها:[٤]

  • إذا كان هذا حملكِ الأول.
  • إذا كان هناك تاريخ شخصي أو عائلي سابق للمرور بحالة تأخر الولادة.
  • إذا مرّت والدتكِ بتجربة تأخر موعد الحمل عند ولادتها لكِ.
  • إذا كان نوع الجنين ذكرًا.[٥]
  • إذا امتلكتِ وزنًا زائدًا.[٥]


كيف يمكن تحديد تأخّر موعد الولادة

يمكن تقدير موعد الولادة باتباع أي من التالية:[٦]

  • الحساب وفقًا لآخر دورة شهرية: وذلك بأن تعدّي 40 أسبوعًا من اليوم الأول من آخر دورة شهرية لك، ولكن قد لا تفلح هذه الطّريقة لدى جميع النساء، لأنّ بعض الحوامل لا يتمكّن من تذكّر موعد دورتهنّ الشهرية الأخيرة أو أنّهنّ غير متأكدات من موعد الحمل، وقد يغدو الأمر أصعب عند حدوث الحمل بعد فترة وجيزة من التوقّف عن استخدام حبوب منع الحمل.
  • التصوير بالموجات فوق الصوتية: قد تقدّم صورة السونار (بالإنجليزيّة: Sonogram) أو التصوير بالموجات فوق الصوتيّة التي تُجرى في موعد مبكّر من الحمل معلومات للمساعدة على تقدير وقت الولادة المتوقّع.


مخاطر التأخّر عن موعد الولادة

معظم الحوامل اللواتي تتأخر ولادتهن، يلدن دون حدوث أي مشاكل تُذكر أثناء الولادة، كما يتمتّع مواليدهنّ بصحة جيدة،[٥] لكن هناك احتمالية ضئيلة لحدوث بعض المخاطر، وإليكِ سيدتي بعض من المخاطر المرتبطة بتأخّر موعد الولادة:[٧]

  • العملقة الجنينيّة (بالإنجليزيّة: Fetal macrosomia): وهي كبر حجم المولود أكثر من الحجم الطّبيعي، ممّا قد يزيد فرصة الخضوع لولادة قيصرية، بالإضافة إلى معاناة المولود من عسر الكتف؛ وهو انحشار كتف الطّفل خلف عظام حوضك أثناء الولادة.
  • قلة السّائل الأمينوسي عند الولادة (بالإنجليزيّة: Oligohydramnios): وهذا قد يؤثّر على معدل ضربات قلب طفلك، وقد يضغط على الحبل السري أثناء تقلّصات الولادة.
  • متلازمة ما بعد النّضج (بالإنجليزيّة: Postmaturity syndrome): والتي تتميّز بنقص كميات النسيج الدهني المتموضع تحت جلد الوليد، وافتقاره إلى الطبقة الدهنية والشعر الناعم الذي يغطي جلده (الزغب)، بالإضافة إلى تعكّر لون كل من السّائل الأمينوسي، والجلد، والحبل السرّي، وتلطخهم بمادة العقي (بالإنجليزيّة: Meconium)؛ وهي أول براز للطّفل بعد الولادة.
  • مشاكل في تّنفّس الطفل بعد الولادة: بسبب وجود العقي في رئتيه.[٥]
  • معاناة الحامل من مضاعفات الولادة: ومنها الإصابة بعدوى، أو نزيف ما بعد الولادة، أو خروج إفرازات مهبليّة شديدة.[٧]


ماذا يفعل الطّبيب عند تأخّر الولادة

عادة لا يفعل الطبيب أي إجراء إضافي إذا ما تأخر موعد ولادتك عن المتوقع حتى يصل الأسبوع 41 من الحمل، طبعاً ما لم تكن هناك أي مشاكل صحيّة لكِ ولطفلكِ، ولكن بعد ذلك فإنّه تُجري عدّة فحوصات للاطمئنان على طفلك والتحقّق من سلامته، ومن هذه الفحوصات اختبار عدم الإجهاد (بالإنجليزيّة: Non-stress test) واختبار الملامح البيوفيزيائيّة للجنين باستخدام الموجات فوق الصّوتية، وفي حال كانت نتائج الفحوصات سليمة وكانت كميّة السائل الأمينوسي طبيعية فإنه عادة ما يوصي بالانتظار حتى يبدأ المخاض وحده دون أي تدخل منه، أمّا في حال أظهرت الفحوصات وجود أيّة مشاكل فعليكِ أن تقرّري مع طبيبك ما إذا كان يجب تحفيز المخاض، لأنّه كلّما تقدّم الوقت ازدادت فرصة حدوث مخاطر صحيّة لك ولطفلك، لذا من المرجّح حينها أن يرغب الطبيب بتحفيز المخاض لتحفيز الولادة، وبالنسبة للحوامل فوق سن الأربعين فقد يحفز المخاض في وقت مبكر من الحمل، وتحديدًا في الأسبوع 39 منه.[٢]


طرق تسريع الولادة

قد يجري الطبيب المختص فحصًا مهبليًا من أجل تحفيز عنق رّحمك لإنتاج الهرمونات التي قد تؤدّي إلى الولادة الطبيعية، وإذا لم ينجح ذلك في تحفيز المخاض بشكل طبيعي فقد يُلجأ إلى طرق أخرى،[٨] بما فيها:[٩][١٠]

  • تحفيز الولادة بالبالون: إذ تجرى قسطرة باستخدام بالون يُدخَل في عنق الرّحم ثمّ يُنفَخ بالماء ويترك في مكانه حتّى يسقط من تلقاء نفسه أو يُزال بعد مرور 24 ساعة.
  • هلام البروستاجلاندين: (بالإنجليزيّة: Prostaglandin gel) يتم تحفيز الولادة بإدخال هلام البروستاجلاندين إلى المهبل لإنضاج عنق الرحم.
  • الميزوبروستول: (بالإنجليزيّة: Misoprostol) الذي قد يساعد على بدء المخاض، ويؤخذ فمويًا.
  • تمزيق الغشاء الأمينوسي (تحريض الولادة باليد): حيث يجري الطبيب شقًا في الغشاء الأمينوسي مما يحفز تدفق السائل منه، فيتخذ الجنين وضعية مناسبة على عنق الرحم وبالتالي قد يحفز ذلك بدء المخاض طبيعياً في معظم الحالات، وإلى جانب ذلك قد يتم إعطاء الأوكسيتوسين في بعض الحالات، وقد تكون عملية تمزيق الغشاء مزعجة لبعض الحوامل، خصوصاً عند عدم وجود توسع في عنق الرحم.
  • الأوكسيتوسين: (بالإنجليزيّة: Oxytocin) يتواجد الأوكسيتوسين بشكل طبيعي في الجسم، ولكن قد يعطى وريديًا بجرعات صغيرة ليساعد على تسريع الولادة لأنه يتسبّب بتقلّصات في الرّحم.
  • طرق أخرى: هناك العديد من الطرق الطبيعية لتسريع الولادة دون الحاجة إلى تدخّلات طبيّة كممارسة العلاقة الزوجية، أو تناول طعام حار، أو المشي المنتظم، ولكن لا بدّ من استشارة الطبيب المختص قبل القيام بأي منها، إذ لا توجد أدلّة علميّة تثبت فعاليّتها وقد يؤدّي بعضها إلى مشاكل.[٦]


نصائح عند تأخّر موعد الولادة

تتحمّس جميع الأمهات لرؤية أطفالهن، وإذا ما حصل أي تأخير عن موعد الولادة فإنها تبدأ بالقلق، ولكن إليكِ بعض الاستراتيجيات التي قد تساعدكِ على الشّعور ببعض الاطمئنان في حال تأخر موعد ولادتك:[١٠]

  • أحسني استغلال وقتك وخطّطي لقضاء أنشطة مختلفة كل يوم.
  • أعدي وجبات طعام واحتفظي بها في الثلاجة لاستخدامها لاحقًا بعد ولادتك، فقد لا تجدين وقتًا لإعدادها فيما بعد.
  • أخبري عائلتك وأصدقائك بأنّك ستبقيهم على اطّلاع بأحدث المستجدّات.
  • احصلي على بعض الرّاحة الإضافيّة أثناء النّهار، خاصّة إذا كان لديك صعوبة في النّوم أثناء الليل.
  • اتصلي بمقدم الرعاية الصحية الخاص بك إذا كنتِ تشعرين بالقلق.


المراجع

  1. ^ أ ب "Pregnancy and birth: When your baby’s due date has passed", National Center for Biotechnology Information, Retrieved 21/12/2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت "When you pass your due date", med line plus, Retrieved 21/12/2020. Edited.
  3. Nothing you " Overdue pregnancy", pregnancy info, Retrieved 21/12/2020. Edited.
  4. "What to Do When Baby Is Overdue", webmd, Retrieved 21/12/2020. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث "When Pregnancy Goes Past Your Due Date", acog, Retrieved 21/12/2020. Edited.
  6. ^ أ ب "Pregnancy: What to Expect When You’re Past Your Due Date", family doctor, Retrieved 21/12/2020. Edited.
  7. ^ أ ب "Pregnancy week by week", mayoclinic, Retrieved 21/12/2020. Edited.
  8. "Overdue", pregnancybirthbaby, Retrieved 21/12/2020. Edited.
  9. "Overdue pregnancy", pregnancyinfo, Retrieved 21/12/2020. Edited.
  10. ^ أ ب "Overdue babies", betterhealth, Retrieved 21/12/2020. Edited.