يُعرف المخاض المبكر بأنّه المخاض الذي يبدأ قبل الأسبوع 37 من الحمل، إذ إنّ الجنين يحتاج بالوضع الطبيعي إلى ما يقارب 37 إلى 40 أسبوعًا لاكتمال الحمل،[١] وفي هذا المقال سنتطرق لذكر بعض المعلومات عن الولادة في الشهر الثامن.


هل ولادة الشهر الثامن خطر، ولماذا؟

في الحقيقة، لا يعاني جميع الأطفال الذين يولدون في وقت مبكر، قبل الأسبوع 37، من حدوث مضاعفات أو مشاكل صحية، لكن كلما وُلد الطفل مبكرًا، زاد خطر حدوث هذه المضاعفات، خصوصاً إنّ ولدوا قبل نمو أجسادهم وتطور أجهزتهم الداخلية، كما يلعب وزن الطفل في الشهر الثامن دورًا مهمًا أيضًا في فرصة حدوث هذه المخاطر،[٢] فيتميز هؤلاء الأطفال بصغر حجمهم وقلة أوزانهم عند الولادة -إذ إنّ بالغالب تكون أوزانهم أقل من 2500 غرامًا-، كما يجدر الإشارة إلى أنّ بعض الأطفال الذين يولدون قبل أوانهم قد يحتاجون إلى المساعدة على التنفس، والتغذيّة، ومحاربة العدوى.[٣][٤]


مخاطر الولادة في الشهر الثامن على المدى القريب

قد يواجه الأطفال المولودون قبل أوانهم عددًا من المخاطر في الأسابيع الأولى من ولادتهم، ومنها:[٢]

  • مشاكل تنفسية: وذلك لعدم اكتمال نمو الرئتين، كما أنهما لا تتمددان وتتقلصان بشكل طبيعي.
  • مشاكل بالقلب والأوعية الدموية: إذ قد يعانون من انخفاض في ضغط الدم، وتعد القناة الشريانية السالكة (باللاتينية: Patent ductus arteriosus) اختصارًا PDA من أكثر مشاكل القلب شيوعاً بين الأطفال الذين يولدون مبكراً.
  • مشاكل في الدماغ: حيث إن الولادة المكبرة قد تسبب حدوث نزيفٍ في الدماغ، ويجدر التنبيه إلى أنّ معظم هذه الحالات تكون خفيفة ويمكن علاجها.
  • مشاكل في درجة حرارة الجسم الطبيعية: إذ قد يعانون من انخفاض في درجة حرارة أجسامهم وصعوبة في المحافظة على درجة الحرارة الطبيعية.
  • مشاكل في الدم: مثل انخفاض كريات الدم الحمراء المعروف بفقر الدم، واليرقان.
  • مشاكل في الجهاز الهضمي: وذلك لعدم اكتمال الجهاز الهضمي لدى الطفل تماماً، وبالتالي قد يزيد من خطر الإصابة بحالة يطلق عليها اسم الالتهاب المعوي القولوني الناخر (بالإنجليزية: Necrotizing enterocolitis).
  • مشاكل في الجهاز المناعي: إذ أنّ الأطفال الذين ولدوا مبكرًاً يكونون أكثر عرضةً للإصابة بالأمراض والعدوى، وذلك بسبب انخفاض المناعة في أجسادهم.


مخاطر الولادة في الشهر الثامن على المدى البعيد

قد يعاني الأطفال الذي ولدوا قبل أوانهم من مشاكل صحية على المدى البعيد، إذ إنّه وبشكلٍ عام، كلّما كانت الولادة مبكرة كلّما كانت المشاكل الصحية التي يصاب بها الطفل أخطر ولمدة أطول كما ذُكر سالفاً، مع التأكيد أنّ العديد من الأطفال الذين ولدوا مبكراً لم يتأثروا بمثل هذه المضاعفات،[٤] ونذكر فيما يأتي بعض من المخاطر طويلة الأمد التي ترتبط بالولادة المكبرة:[٥]

  • المشاكل السلوكية: إذ إنّ الأطفال المولودين مبكرًا يعانون من فرط الحركة ونقص الانتباه.
  • المشاكل النفسية: إذ لوحظ أنّ الأطفال الذين ولدوا مبكراً قد يعانون من الأرق والاكتئاب لاحقًا في حياتهم.
  • المشاكل العصبيّة: قد تؤثر الولادة المبكرة في تطور الدماغ، والحبل الشوكي، والأعصاب الموجودة في الجسم.


وبالإضافة إلى ما سبق قد تسبب الولادة المكبرة حدوث بعض المشاكل التي تتعلق بعمل الدماغ، ومنها:[٥]

  • مشاكل في التطور البدني.
  • صعوبة التعلم.
  • صعوبة التواصل.
  • صعوبة التعامل مع الآخرين.
  • عدم المقدرة على الاعتناء بالنفس.


العناية بالطفل المولود في الشهر الثامن

قد يوصي طبيبك ببعض الإجراءات التي تضمن صحتك وصحة جنينك في حال ظهور أي علامات وأعراض تدل على اقتراب موعد ولادتكِ، وذلك من خلال إعطاء الأم الحامل بعض الأدوية لضمان نمو أجهزة الجنين بشكل كلي قبل موعد الولادة وتقليل خطورة بعض المضاعفات المحتملة.[٦]


وحدة العناية الحثيثة بعد الولادة

تعتمد العناية التي سيحظى بها الجنين على موعد الولادة التي وُلِدَ بها فكلما كانت الولادة في وقت مبكر أكثر، كلما احتاج المولود في هذه الحالة إلى عنايةٍ أكبر (الطفل الخديج)، حيث تختلف المدة التي يقضيها الطفل بالعناية الحثيثة من مولود لآخر، فبعض المواليد قد يحتاجون لأسابيع أو حتى لأشهر حسب حالته الصحية، ويجب التنويه إلى أنه لوحظ بأن الأطفال الذين ولدوا مبكراً وخضعوا للرعاية الصحية الصحيحة يتمتعون بصحة جيدة خلال فترات حياتهم كالأطفال المولودين في الوقت الطبيعي.[٧]


الأدوية

يمكن إعطاء الأم أدوية معينة لضمان نمو أجهزة الطفل وأعضائه بسرعة أكبر، وبالتالي تقليل خطر حدوث بعض مضاعفات الولادة المبكرة، وتهيئة الجنين للولادة المبكرة ومن الأمثلة على هذه الأدوية:

  • الستيرويدات (إبرة الرئة): يتم إعطاء الستيرويدات لضمان تسريع تطوّر دماغ الجنين، ورئتيه، وجهازه الهضمي.
  • كبريتات المغنيسيوم: يتم إعطاء كبريتات المغنيسيوم لضمان تقليل خطر الإصابة بالشلل الدماغي ومشاكل الحركة الجسدية.
  • مضادات المخاض: يتم إعطاء مضادات المخاض لتأخير الطلق عند النساء، وقد يتأخر الطلق لمدة 48 ساعة بعد أخذ هذه المضادات، وهذا يساعد على إتاحة بعض الوقت لإعطاء الأدوية السابقة ذكرها للأم.


المراجع

  1. "PRETERM LABOR AND PREMATURE BIRTH: ARE YOU AT RISK?", marchofdimes, 3/2018, Retrieved 12/1/2021. Edited.
  2. ^ أ ب Sandhya Pruthi, Charles H. Rohren ,James T. Li and others (21/12/2017), "Premature birth", mayoclinic, Retrieved 13/1/2021. Edited.
  3. "PRETERM LABOR AND PREMATURE BIRTH: ARE YOU AT RISK?", marchofdimes, 3/2018, Retrieved 13/1/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Preterm Labor"، stanfordchildrens، اطّلع عليه بتاريخ 13/1/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "LONG-TERM HEALTH EFFECTS OF PREMATURE BIRTH"، marchofdimes، اطّلع عليه بتاريخ 1/2/2021. Edited.
  6. acog organization team (10/2020), "Preterm Labor and Birth", acog, Retrieved 13/1/2021. Edited.
  7. who are born after,that wasn't born prematurely "WHEN IS IT SAFE TO DELIVER YOUR BABY?", healthcare, Retrieved 13/1/2021. Edited.