قد تشك بعض النساء بحدوث الحمل إذا تأخرت الدورة الشهرية لها عدة أيام، خاصةً إذا كانت الدورة لديهن منتظمة، لكن في الحقيقة قد لا يكون ذلك صحيحًا، إذ إنّ لتأخر الدورة الشهرية العديد من الأسباب غير الحمل.[١]


تأخر الدورة مع عدم ظهور أعراض الحمل!

يعد الحمل السبب الأكثر شيوعًا لغياب وتأخر الدورة الشهرية، ولكن في بعض الحالات تتأخر الدورة الشهرية أو تغيب دون حدوث الحمل، فلا تظهر عليكِ أي من أعراض الحمل الأخرى وتكون نتيجة فحص الحمل سلبية، ففي الحقيقة يوجد العديد من المُسبِّبات الأخرى التي قد تؤثر في الدورة الشهرية وتؤدي إلى تأخرها، وتجدر الإشارة إلى أنّه يشيع عدم انتظام الدورة الشهرية وتأخرها في السنوات الأولى التي تلي البلوغ، وفي الفترة الأخيرة القريبة من سن انقطاع الطمث.[٢][٣]

هل يمكن أن تكوني حاملاً دون أعراض عدا تأخر الدورة الشهرية؟

نعم من الممكن، فقد لا تواجهين أية أعراض في بادئ الأمر، ولكن لا ينفي هذا أنّك حامل، ومن الجدير بالعلم أن أعراض الحمل تختلف من امرأة إلى أخرى،[٤] كما وتختلف من حمل لآخر لذات المرأة.[٥]


كيف يمكن التأكد من الحمل عند تأخر الدورة مع عدم ظهور أعراض الحمل؟

يعد إجراء اختبار الحمل عن طريق الدم أو البول الطريقة الوحيدة لتتأكدي من أنكِ حامل أو لا، إذ لا يمكن الاعتماد على الأعراض التي قد تعانين منها بعد فوات الدورة الشهرية لتأكيد الحمل، فأحيانًا قد تظهر هذه الأعراض نتيجة لأسباب أخرى لا علاقة لها بالحمل،[٦] ويُنصَح بأن تقومي بإجراء اختبارات الحمل المنزلية بعد فوات موعد دورتك الشهرية بيوم واحد على الأقل، وفي حال كانت النتيجة سلبية يُنصَح بأن تعيدي الاختبار مرة أخرى بعد أسبوع للتحقُّق من النتائج، إذ إنّ إجراء اختبارات الحمل في وقت مبكِّر قد يؤدي إلى ظهور نتائج سلبية على الرغم من حدوث الحمل فعلًا.[٧]


أسباب تأخر الدورة مع عدم ظهور أعراض الحمل

كما أشرنا يعد الحمل أحد أهم أسباب غياب أو تأخر الدورة الشهرية،[٢] ولكن عند استثناء الحمل فإن هناك مجموعة أسباب أخرى قد تكون هي المسؤولة، ومنها ما يلي:


الرضاعة الطبيعية

قد يحدث غياب الدورة الشهرية بشكل طبيعي بعد ولادة طفلك والبدء بالرضاعة الطبيعية، ويستمر ذلك لبضعة أشهر ثم تعود دورتك الشهرية إلى مسارها الصحيح.[٨]

التوتر

يعد التوتر الناشئ عن المشاكل العاطفية، والمخاوف المالية، والقضايا المهنية، والعلاقات الاجتماعية، وما إلى ذلك واحدًا من الأسباب الأكثر شيوعًا لغياب وتأخر الدورة الشهرية، فهو يتسبب بتقلبات وتغييرات في مستويات الهرمونات، الأمر الذي يؤثر في الإباضة، وقد يؤدي إلى تأخر الدورة،[١][٩] وحقيقةً إذا كنت تواجهين العديد من الأمور التي تعرضك للضغط والتوتر في حياتك، فمن المستحسن الحديث إلى طبيبك لإرشادك إلى العلاج الأفضل، فهذا يساعد على إعادة دورتك الشهرية إلى مسارها الطبيعي، وقد تحتاج الدورة الشهرية إلى عدة أشهر للعودة إلى طبيعتها بعد السيطرة على التوتر.[١٠]


فقدان الوزن المفاجئ

قد يؤدي تقليل كمية السعرات الحرارية التي تتناولينها يوميًّا بشكل كبير ومفاجئ إلى توقف إنتاج الهرمونات اللازمة للإباضة، الأمر الذي يُسبِّب تأخر دورتك الشهرية، وفي حال كنت تعانين من النحافة قد يساعدك أخصائي التغذية على اكتساب الوزن بطريقة صحيّة، الأمر الذي يساهم في انتظام دورتك وعدم تأخرها.[١١]


زيادة الوزن

تتسبب زيادة الوزن بإنتاج كميات زائدة من هرمون الإستروجين، وهو أحد الهرمونات المسؤولة عن تنظيم الدورة الشهرية، وعليه قد يكون ذلك سببًا في غياب دورتك الشهرية.[١١]


ممارسة الكثير من التمارين الرياضية

من الممكن لفقدان الكثير من الدهون الناجم عن ممارسة الرياضة بشكل مُكثِّف أن يؤدي إلى إيقاف الإباضة، كما أنّ الإجهاد الناتج عن ممارسة مثل هذه التمارين يؤثر في الهرمونات المسؤولة عن تنظيم الدورة الشهرية، وفي مثل هذه الحالات قد ينصحك الطبيب بالتخفيف من شدة التمارين الرياضية التي تمارسينها، أما في حال كنتِ رياضية محترفة ويَصعب عليكِ ذلك فقد يوصيك بأخذ بعض الأدوية.[١١]


تغييرات جدول النوم

عليك أن تعلمي أن أي تغيُّر في ساعتك البيولوجية الداخلية التي تنظم العديد من العمليات الخلوية الهامة داخل جسمك يؤثر في في دورتك الشهرية، وقد يؤدي إلى غيابها أو تأخرها، وقد يحدث ذلك نتيجة العمل بنظام المناوبات الليلية والنهارية، أو السفر إلى بلد آخر.[٨]


استخدام بعض الأدوية

قد يؤثر تناول بعض الأدوية في الدورة الشهرية، ومن ذلك حبوب منع الحمل،[٨] بالإضافة إلى بعض الأدوية المضادة للاكتئاب، والمضادة للتشنجات، وأدوية علاج أمراض الغدة الدرقية، وبعض أدوية العلاج الكيميائي، وغيرها، ويجب الإشارة هنا إلى أنّ تأثير حبوب منع الحمل في الدورة الشهرية تختلف من دواء إلى آخر، فبعضها قد يُسبِّب غزارة نزيف الحيض.[١٠]


الإصابة ببعض الأمراض

قد تؤثر الإصابة ببعض الأمراض في عملية الإباضة، ومستويات الهرمونات، الأمر الذي قد يؤدي إلى غياب الدورة الشهرية أو تأخرها، ومن هذه الأمراض:[١][١٠]

  • الزكام والإنفلونزا: فالإصابة بمثل هذه الأمراض حول فترة الإباضة قد يُسبِّب تأخر أو غياب الدورة الشهرية، لكن غالبًا تعود دورتك الشهرية التاية في موعدها المعتاد.
  • الأمراض الحادة كالالتهاب الرئوي، والنوبة القلبية، ومشاكل الكلى: في مثل هذه الحالة قد يستغرق الأمر بضعة أشهر لعودة الدورة الشهرية إلى مسارها الطبيعي بعد الانتهاء من العلاج.
  • متلازمة تكيُّس المبايض: (PCOS) وفيه يظهر العديد من الكيسات الصغيرة على المبيضين، مّمّا يؤثر في الإباضة ومستويات الهرمونات، الأمر الذي قد يؤدي إلى تأخر الدورة الشهرية وعدم انتظامها، ومن أعراضه الأخرى: نموّ المزيد من الشعر على الجسم والوجه، وزيادة شدة حب الشباب.[١٢]
  • مشاكل الغدة الدرقية: قد يؤدي زيادة أو قلة إنتاج الغدة الدرقية لهرموناتها إلى غياب الدورة الشهرية وتأخرها.[١٢]
  • مرض السكري غير المنضبط: من الممكن لارتفاع مستويات السكر في الدم أن يؤثر في مستويات الهرمونات، مما قد يتسبَّب بغياب الدورة الشهرية، أو عدم انتظامها.[١٣]
  • اضطرابات الأكل: ومن ذلك الشره المرضي، أو فقدان الشهية العصبي.[١٣]
  • فرط برولاكتين الدم: وهو ارتفاع مستوى هرمون الحليب أو البرولاكتين الذي تنتجه الغدّة النخامية الموجودة أسفل الدماغ، فيساعد على نمو الثديين وإنتاج الحليب بعد ولادة الطفل، لكن ارتفاع مستويات هذا الهرمون عن المستويات الطبيعية يؤدي إلى عدم انتظام الدورة الشهرية، وربما غيابها.[١٤][١٣]
  • مرض حساسية القمح.[٩]

متى يجب عليكِ مراجعة طبيبك؟

إجمالًا عليك مراجعة الطبيب في الحالات التالية لمعرفة سبب تأخر الدورة الشهرية أو عدم انتظامها:

  • غياب الدورة الشهرية 3 دورات متتالية.[١٥]
  • غياب الدورة الشهرية 3 مرات أو أكثر في السنة.[٩]
  • تكرار الدورة الشهرية كثيرًا، أي يفصل بين الدورة والدورة التي تليها أقل من 21 يومًا.[٩]
  • قلة تكرار الدورة الشهرية، أي يفصل بين الدورة والدورة التي تليها أكثر من 35 يومًا.[٩]
  • استمرار النزيف لأكثر من 7 أيام.[٩]
  • غزارة الطمث، بحيث يكون النزيف أثقل من المعتاد.[٩]
  • الشعور بألم شديد خلال الدورة الشهرية.[٩]
  • الإصابة بالحمى.[٩]
  • التعرّض للنزيف بعد انقطاع الطمث، أي حدوث النزيف بعد حوالي سنة من انقطاع الدورة الشهرية.[٩]


المراجع

  1. ^ أ ب ت "Possible Reasons for a Missed Period", whattoexpect, Retrieved 30/3/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Can you miss a period and not be pregnant?", medicalnewstoday, Retrieved 30/3/2021. Edited.
  3. "Missed or Irregular Periods", uofmhealth, Retrieved 30/3/2021. Edited.
  4. "Week-by-week guide to pregnancy", nhs, Retrieved 30/3/2021. Edited.
  5. "How does a second pregnancy differ from the first?", Tommy's. Together, for every baby , Retrieved 1/4/2021. Edited.
  6. "Signs of Pregnancy/The Pregnancy Test", Stanford Children's Health, Retrieved 1/4/2021. Edited.
  7. Brunilda Nazario (19/2/2020), "Pregnancy Tests", Grow by WebMD, Retrieved 1/4/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت "9 REASONS YOUR PERIOD IS LATE (IF YOU’RE NOT PREGNANT)", vitalrecord, Retrieved 30/3/2021. Edited.
  9. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر "8 Reasons for Missed Periods or Absence of Menstruation", flo, Retrieved 30/3/2021. Edited.
  10. ^ أ ب ت "10 Reasons for a Missed Period", verywellhealth, Retrieved 30/3/2021. Edited.
  11. ^ أ ب ت "Stopped or missed periods", NHS, 2/8/2019, Retrieved 1/4/2021. Edited.
  12. ^ أ ب "LATE AND IRREGULAR PERIODS", familyplanning, Retrieved 30/3/2021. Edited.
  13. ^ أ ب ت "Irregular Periods: Why Is My Period Late?", pennmedicine, Retrieved 30/3/2021. Edited.
  14. "Hyperprolactinemia (High Prolactin Levels)", reproductivefacts, Retrieved 30/3/2021. Edited.
  15. "Can you miss a period and not be pregnant?", medicalnewstoday, Retrieved 30/3/2021. Edited.