يُعد غثيان الصباح من أشهر الأعراض المرافقة للحمل، ولكن في الواقع لا يعد الغثيان دلالة أكيدة على الحمل، وقد يختلط الأمر على الكثير من النساء فلا تستطيع التمييز بينهما، فما هو الفرق بين غثيان الحمل والغثيان لأسباب أخرى؟ هذا ما سيتم التطرق للحديث عنه من خلال هذا المقال.[١]



الفرق بين غثيان الحمل والغثيان لأسباب أخرى

يعتبر الغثيان المرافق للحمل من أكثر أعراض الحمل التي تُسبب الانزعاج لدى النساء خلال فترة الحمل، فهو ليس فقط علامة مبكرة على الحمل، ولكنه من الأعراض الشائعة خاصة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، وفي أحيانٍ أخرى قد يستمر الغثيان لفترةٍ أطول من ذلك،[٢] ولكن في الحقيقة إنِّ الفرق الرئيسي ما بين غثيان الصباح المرافق للحمل، والغثيان الناجم عن حالاتٍ صحية أخرى هو أنَّ غثيان الحمل يرافقه ظهور أعراض أخرى تدل على وجود الحمل، ونذكر من أبرز هذه الأعراض ما يأتي:[٣]

  • غياب الدورة الشهرية.
  • نزيف الانغراس؛ أي نزول بقع دم خفيفة وبكميةٍ قليلة.
  • تغير في الشهية والنفور من بعض الأطعمة.
  • زيادة التبول.
  • الإعياء والإرهاق.
  • ألم في الثدي.
  • الإمساك.
  • تقلب المزاج.
  • الانتفاخ والغازات.
  • تقلصات البطن.


بالرغم من ذلك يُذكر بأنّ هذه الأعراض والعلامات لا تعدّ دلالة على الحمل وحده، فقد ترتبط بحالاتٍ صحيةٍ أخرى، كذلك قد تكون المرأة حاملاً دون أن تشعر بأعراض وعلامات الحمل، وبشكلٍ عام فإذا لاحظت المرأة غياب الدورة الشهرية لديها إلى جانب ظهور أعراض الحمل الأخرى، فعليها إجراء اختبار الحمل المنزلي أو زيارة الطبيب المختص للكشف عن الحمل، كما يجب عليها مراجعة الطبيب في حال كانت نتيجة فحص الحمل المنزلي إيجابيًا، وبشكلٍ عام يُعد الكشف عن الحمل وتأكيده في وقتٍ مبكر أمراً مهماً؛ فهو ملائم لتلقيها عناية الحمل الملائمة في أبكر وقتٍ ممكن.[٣]


متى يبدأ غثيان الحمل وكم يستمر؟

يبدأ غثيان الصباح في العادة في الأسبوع السادس من الحمل تقريبًا، ويختفي غالبًا في الثلث الثاني من الحمل،[٤] وغالباً ما يستمر لدى النساء لفترةٍ تتراوح بين عدة أسابيع إلى عدة أشهر، ومن الجدير ذكره أنّ هناك فئة قليلة من النساء يستمر لديهنّ غثيان الصباح طوال فترة الحمل.[٥]


ما هي أسباب الغثيان الأخرى؟

يُعتبر الغثيان سببًا دلالة على الحمل، ولكن كما ذكرنا سابقًا فإنّ هناك أسباباً أخرى عديدة ومختلفة قد تكمن وراء هذا الغثيان،[٦] وبشكلٍ عامّ تجب مراجعة الطبيب في حال رافق هذا الغثيان أعراض مقلقة؛ كفقدان للوزن، أو الصداع الشديد، أو القيء، أو آلام في البطن،[٧] أما عن الأسباب الأخرى التي قد تكمن وراء الشعور بالغثيان فنذكر أبرزها على النحو الآتي:[٦]

  • الصداع النصفي أو الصداع العنقودي.
  • انخفاض مستوى السكر في الدم، إذ يُعد الغثيان أحد أعراض انخفاض مستوى السكر في الدم، وقد يُصاحب هذه الحالة أعراض أخرى؛ مثل: الدوخة، والارتجاف، والإغماء، ومن الجدير ذكره أن الجوع قد يتسبب بانخفاض مستوى السكر في الدم في الصباح؛ لذا يُفضّل تناول وجبة خفيفة في الصباح لتفادي هذه المشكلة.
  • الجفاف وبشكلٍ خاص خلال فترة الصباح، إذ إنّ بقاء الشخص لساعاتٍ طويلة دون شرب الماء قد يؤدي للجفاف والذي يؤدي بدوره يؤدي إلى الشعور بالغثيان.
  • الشد العضلي، والذي قد يؤثر على عضلات الكتفين والرقبة مُسبباً الشعور بالصداع والذي عادةً ما يتسبب بالغثيان والتشتت.
  • استهلاك الكافيين أو تناول بعض الأدوية، والتي قد تتسبب بالغثيان كأحد الآثار الجانبية لاستخدامها، وقد يكون الغثيان أحد الأعراض الانسحابية المُرافقة للتوقف عن استخدامها.
  • الارتداد المعدي المريئي (بالإنجليزية: Gastroesophageal reflux disease)‏ والذي يكون مصحوباً بارتداد أحماض المعدة إلى المريء والجزء الخلفي من الحلق، وقد يكون ذلك مصحوباً بالشعور بالغثيان، والحرقة، والألم.
  • الأرق، أو النوم غير المنتظم، أي الاستيقاظ في وقتٍ أبكر من العادة، إذ سيؤدي ذلك إلى تغيراتٍ في الساعة البيولوجية، مما قد يؤدي إلى الشعور بالغثيان.[٧]
  • احتقان الجيوب الأنفية أو التنقيط الأنفي.[٧]
  • الشعور بالقلق والذي قد يكون مصحوباً بالغثيان.[٧]


لماذا يحدث غثيان الحمل؟

حتى الآن لا يزال السبب الدقيق المؤدي لحدوث غثيان الحمل غير معروف، ولكن يُعتقد أن التغيرات الهرمونية والجسدية تلعب دورًا كبيرًا في التسبب بغثيان الصباح، وفيما يأتي بيان لأبرز الأسباب التي قد تكمن وراء ذلك:[٨]

  • ارتفاع في مستويات هرمون الحمل المعروف بهرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية (بالإنجليزية: Human chorionic gonadotropin)‏ واختصارًا (hCG).
  • ارتفاع مستويات هرمون الإستروجين خلال المراحل المبكرة من الحمل.
  • زيادة في مستويات هرمون البروجستيرون الذي يعمل على تحضير الرحم للحمل بالإضافة إلى حماية بطانة الرحم، وقد يؤثر ارتفاع إنتاج البروجسترون في ثبات المريء السفلي؛ مما يؤدي بدوره إلى التأثير في صمام المعدة، وقد يتسبب ذلك بالشعور بالغثيان.
  • نقص فيتامين ب6 المُصاحب للحمل.
  • التعب والإجهاد المُصاحب للحمل والذي قد يؤدي إلى إحداث ردة فعل من شأنها التسبب بالغثيان والقيء.[٢]
  • حساسية المعدة والتي تزداد سوءًا أثناء التكيف مع التغيرات التي تطرأ خلال فترة الحمل.[٢]
  • انخفاض مستوى السكر في الدم، والذي قد يُصاحب الحمل.[٤]
  • زيادة قوة حاسة الشم خلال فترة الحمل، مما يجعلها أكثر حساسية للروائح، وهذا بدوره يؤدي إلى زيادة الشعور بالغثيان بشكلٍ عام.[٩]


نصائح للتخفيف من غثيان الحمل

يُنصح المرأة الحامل باتخاذ الإجراءات التالية لمنع حدوث غثيان الصباح أو التخفيف منه في حال حدوثه:[١٠]

  • تناولي وجبات صغيرة وخفيفة؛ كالخبز، أو البسكويت المملح.
  • تجنبي تناول الأطعمة المقلية، أو الحلوة، أو الدهنية.
  • تناولي وجباتكِ ببطء حتى المشروبات منها، وحاولي تقسيم الوجبات إلى وجبات صغيرة يتم تناولها على مدار اليوم.
  • تجنبي تناول الأطعمة أو المشروبات الباردة والساخنة معًا في نفس الوقت.
  • تجنبي ممارسة الأنشطة البدنية بعد تناول الطعام.
  • تجنبي تنظيف أسنانكِ بعد تناول الطعام مباشرةً.
  • احرصي على تضمين نظامكِ الغذائي لجميع المجموعات الغذائية وذلك للحصول على التغذية الكافية واللازمة لكِ.
  • احرصي على الحصول على قسط كافٍ من الراحة.[٩]
  • تجنبي البقاء على معدة فارغة أو الجوع لفترات طويلة.[٩]
  • تجنبي محفزات الغثيان.[٩]
  • اشربي السوائل بشكلٍ منتظم بحيث يكون بكميات صغيرة على فترات، وتجنبي شرب كمياتٍ كبيرة على فترات قصيرة.[٩]
  • مرري داخل فمكِ مكعبات الثلج المصنوعة من الماء أو عصير الفاكهة نظراً لأنها قد تُساعد على التخفيف من الغثيان.[٩]
  • استنشقي الزنجبيل أو الليمون، أو اشربي مشروب الزنجبيل أو عصير الليمون، إذ يُمكن أن يساعد ذلك على التخفيف من الشعور بالغثيان.[٢]
  • احرصي على تهوية الغرفة جيدًا، وابقي بالقرب من المروحة، ويمكنكِ الخروج والتنزه للحصول على الهواء النقي والترفيه عن النفس.[٢]


المراجع

  1. "I'm Not Pregnant-So Why Do I Have Morning Sickness?", providence, Retrieved 30/4/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج "Nausea During Pregnancy", American pregnancy Association , Retrieved 30/4/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Symptoms of pregnancy: What happens first", mayo clinic, Retrieved 30/4/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "MORNING SICKNESS", march of dimes, Retrieved 30/4/2021. Edited.
  5. "Morning Sickness: Nausea and Vomiting of Pregnancy", acog, Retrieved 30/4/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "Causes of morning nausea, aside from pregnancy", medical news today, Retrieved 30/4/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث "Why It's Normal To Feel Sick In The Morning — Even If You're Not Pregnant", refinery29, Retrieved 30/4/2021. Edited.
  8. "Morning sickness", pregnancy birth baby, Retrieved 30/4/2021. Edited.
  9. ^ أ ب ت ث ج ح "What is morning sickness and how can I treat it?", medical news today, Retrieved 30/4/2021. Edited.
  10. "Nausea & Vomiting", Cleveland clinic, Retrieved 30/4/2021. Edited.