يتخلص جسم الأم بعد الولادة الطبيعية أو القيصيرية من الدم وبقايا الأنسجة التي كانت تساهم في نمو الجنين في الرحم على شكل نزيف مهبلي وإفرازات مهبلية،[١] وفي هذا المقال سنبين مدة استمرار نزيف الدم المتقطع بعد النفاس، وأهم المعلومات التي يجب على الأم معرفتها.


كم من الوقت يستمر الدم المتقطع بعد الولادة؟

يكون النفاس أو نزيف بعد الولادة خلال أول 10 أيام بعد الولادة قويًّا، ويكون لون الدم أحمر داكن، وفيما بعد، تتغير شدة النزيف ويخفّ تدريجيًّا، وبالرغم من استمراره لحوالي 4 إلى 6 أسابيع في معظم الحالات، إلا أن لكل امرأةٍ نمطًا مختلفًا خاصًّا بحالتها، حيث تؤثر طبيعة الأجسام المختلفة في مدة النزيف لدى النساء، فيكون أطول أو أقصر،[٢] أي أنه من الطبيعي أن تزيد مدة النفاس عن ستة أسابيع لدى بعض النساء.[٣]


أنواع النزيف بعد الولادة

فيما يلي نوضح طبيعة النزيف منذ اليوم الأول بعد الولادة وحتى الأسبوع السادس:[٣][٤]

  • اليوم الأول: يكون لون الدم ما بين الأحمر الغامق والبني، مع احتمال وجود كُتل دموية صغيرة تشكل مادة تشبه الهلام، ويكون التدفق غزيرًا، ما من شأنه أن يتطلب تبديل الفوط الصحية كل بضع ساعات.
  • اليوم الثاني إلى السادس: يكون لون الدم بني غامق أو أحمر فاتح مع وجود كُتل دموية أصغر حجمًا من السابق، ويكون التدفق معتدلًا، ما من شأنه أن يكوّن بقع دموية تبلغ حوالي 7 إلى 12 سنتيميترًا على الفوط الصحية.
  • اليوم السابع إلى العاشر: يستمر تدفق الدم باللون البني الغامق أو الأحمر الفاتح، ويصبح تدفق الدم أخف من السابق، ما يكوّن بقع دموية لا تزيد عن 7 سنتيميترات على الفوط الصحية.
  • اليوم الحادي عشر إلى الرابع عشر: يستمر تدفق الدم باللون بالني الغامق أو الأحمر الفاتح، ويصبح تدفق الدم أخف من السابق، إذ من الممكن أن لا تتلطخ الفوط الصحية أبدًا.
  • الأسبوع الثالث إلى الرابع: يصبح لون الدم باهتًا، وقد يكون أبيض كريمي في بعض الأحيان، ويكون التدفق خفيفًا.
  • الأسبوع الخامس إلى السادس: يلاحظ وجود بقع ذات لون بني، أو وردي، أو أصفر كريمي خلال هذه الفترة، وقد يستمر ذلك لأيام أو أسابيع، أو قد يلاحظ وجودها في أيام متقطعة.


العوامل التي تؤثر في كمية الدم المفقودة في فترة النفاس

تؤثر العوامل التالية على طبيعة نزيف ما بعد الولادة:[٣]

  • الرضاعة الطبيعية: حيث تساهم الرضاعة الطبيعية في انقباض الرحم، ما يزيد من وتيرة النزيف، كما يصبح الدم أكثر احمرارًا.
  • الرياضة الخفيفة: تساهم الرياضة الخفيفة في زيادة غزارة النزيف، خاصّةً خلال أول أسبوعين بعد الولادة.
  • فترة الصباح: تزداد كمية الدم المفقودة خلال الصباح، وذلك لأن الدم يتجمع عند الاستلقاء خلال النوم.


هل من الممكن أن يتوقف النزيف بعد الولادة ومن ثم يبدأ من جديد؟

يمكن أن تلاحظ العديد من النساء عودة النزيف مجددًا بعد توقفه بعد الولادة، أو أن يعانين من نزيفٍ متقطع، خاصّةً أن الرضاعة الطبيعية تلعب دورًا في ذلك، إذ تعدّ عودة الدورة الشهرية خلال الأسابيع الثمانية الأولى بعد الولادة لدى النساء المعتمدات في إرضاع أطفالهن على الرضاعة الطبيعية بشكل كامل أمرًا نادرًا.[٥]


كيف يمكن التأقلم مع النزيف خلال فترة النفاس؟

بالرغم من عدم إمكانية إيقاف نزيف ما بعد الولادة في وقت أبكر، إلا أنه من الممكن اتباع بعض النصائح التي من شأنها تسهيل فترة النفاس وجعلها أكثر راحة، فيما يأتي نذكر بعضًا منها:[٦]

  • احرصي على ارتداء الفوط الصحية بدلًا من السدادات القطنية، وذلك لتجنب الإصابة بالعدوى أو تهيج منطقة المهبل بعد الولادة.
  • احرصي على اختيار الفوط الصحية ذات الحجم المناسب.
  • احرصي على ارتداء ملابس فضفاضة، وملابس داخلية مريحة.
  • استخدمي المسكنات التي تصرف بدون وصفة طبية بعد استشارة طبيبك للتخفيف من آلام وتشنجات ما بعد الولادة، مثل دواء البارسيتامول المتواجد بالصيدليات باسم بنادول (Panadol).
  • خذي قسطًا وافرًا من الراحة.


دواعي زيارة الطبيب

قد تدل بعد المضاعفات على الإصابة بالتهاب ما بعد الولادة، أو الإصابة بنزيف ما بعد الولادة،[١] لذلك يجدر بك مراجعة الطبيب فورًا إذا لاحظتِ أيًّا من التغيرات التالية:[٢]

  • ملاحظة وجود تكتلات دموية كبيرة جدًا قد تكون بحجم حبة الليمون أو أكبر في النزيف.
  • تدفق غزير جدًا للدم، ما يتسبب بملئ فوطة صحية كبيرة الحجم تمامًا بالدم كل ساعة.
  • انبعاث رائحة كريهة من دم النفاس مختلفة عن رائحة دم الدورة الشهرية.
  • الإصابة بالإغماء، أو ضيق التنفس، أو الدوخة، أو تسارع في نبضات القلب.
  • بالشعور بالغثيان، أو التقيؤ.
  • انتفاخ وألم حول المهبل أو المنطقة الواقعة بين المهبل والمستقيم.
  • ارتفاع درجة الحرارة، أو القشعريرة.
  • عدم وضوح الرؤية.[١]
  • تغير لون الدم بشكل مفاجئ إلى أحمر فاتح.[٤]


المراجع

  1. ^ أ ب ت "Vaginal Bleeding After Birth: When to Call a Doctor", webmd.com, Retrieved 26/6/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Postpartum Bleeding (Lochia)", whattoexpect.com, Retrieved 26/6/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Bleeding after birth: 10 things you need to know", nct.org.uk, Retrieved 26/6/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Bleeding after birth", health.qld.gov.au, Retrieved 26/6/2021. Edited.
  5. "The duration and character of postpartum bleeding among breast-feeding women", pubmed.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 26/6/2021. Edited.
  6. "What Is Lochia?", verywellfamily.com, Retrieved 26/6/2021. Edited.